الوجبات السريعة و صحتك
الوجبات السريعة و صحتك
هل الوجبات السريعة مغذية ؟
بداية لا يوجد غذاء مفيد وغذاء غير مفيد ،كل غذاء مهما كان نوعه له فائدة ما ، فمثلاً المشروبات الغازية بالرغم من أنها تحتوي على السكر والغازات ومشروبات الكولا تحتوي على الكافيين ولكنها كذلك تحتوي على الطاقة الحرارية وتوفر السوائل للجسم ، لذا يمكن القول أن هناك عادات غذائية مفيدة وعادات غذائية سيئة . وهنا يمكن إدراج تناول بعض الوجبات السريعة في حالة الإكثار من تناولها واتخاذها نمطاً غذائياً سائداً للطفل أو الشخص في أي مرحلة عمرية ضمن العادات الغذائية السيئة .
والمعروف أن بعض الوجبات السريعة تحتوي على نسبة عالية من الدهون والكوليسترول وعنصر الصوديوم (الملح)، ونحن لا نحبذ الإكثار من تناول هذه العناصر الغذائية، ولكن في الوقت نفسه العديد من الوجبات السريعة غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية والبروتين لذا فإن النصيحة المثلى هي الاعتدال في تناول الوجبات السريعة. فعندما يكون تناول هذه الوجبات في أحد أيام العطلات الأسبوعية مثل الخميس أو الجمعة فلا ضير من ذلك ، أما إذا كان تناول هذه الوجبات بشكل يومي ، فالأفضل أن تترك هذه العادة . وبالرغم من ذلك فإن هذا يتوقف على نوع الوجبة السريعة ، فمثلاً الاعتدال والتوازن في تناولها مع بعض التوجيه كأن يكون الدجاج المشوي بدون جلد مع الخبز الأسمر ، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من السلطات الخضراء الطازجة وعصير البرتقال الطازج وهذه كلها أغذية صحية ومفيدة . إذاً انتقاء نوع الغذاء من مطاعم الوجبات السريعة أمر مهم للحصول على وجبات صحية وقد تكون فرصة لتعويد أطفالنا على العادات الغذائية المفيدة
لماذا يفضل الأطفال تناول الوجبات السريعة ؟
هناك بعض الأسباب الاجتماعية والنفسية التي تجعل الأطفال يحبون الأطعمة السريعة ، وسأذكر هنا أربعة من تلك العوامل :
تشكل مطاعم الوجبات السريعة فرصة للطفل للتخلص من الروتين اليومي وتكرار الأغذية نفسها في المنزل .
الخروج إلى المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة يساعد على فتح شهية الطفل وزيادة تقبله للطعام ، وهذا راجع إلى أن العديد من الأطفال يفرض عليهم طعام المنزل ويكون الجو النفسي عند تناول الوجبات اليومية خصوصاً وجبة الغداء غير مريح . ولقد وجدنا من خلال الدراسات أن الأطفال والمراهقين يرفضون تناول الحليب وبعض الأغذية مثل البيض عند وصولهم سن البلوغ وذلك كنوع من إثبات الوجود ورفض أوامر الأسرة لإجبارهم على تناول هذه الأغذية . كما أن المشاحنات التي تحدث أثناء تناول وجبة الغداء في المنزل مثل توبيخ الطفل لتصرفات معينة تجعل الطفل لا يرتاح كثيراً للجلوس على مائدة الطعام مع أفراد العائلة ويحاول إنهاء طعامه بسرعة .
بعض الأغذية السريعة تحتوي على نسبة لا بأس بها وأحياناً نسبة عالية من الدهون ، والمعروف أن الغذاء الذي يحتوي على الدهون يكون مقبولاً ومستساغاً بشكل أفضل من الأغذية قليلة أو عديمة الدهون ، وأقرب مثال على ذلك الحليب كامل الدسم والحليب منزوع الدسم حيث نجد أن أغلب الناس يرفضون ولا يستسيغون الحليب منزوع الدسم ، فمن وظائف الدهون تحسين طعم الطعام .
عند الخروج إلى المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة نجد أن الطفل هو الذي يحدد نوع الطعام الذي يريده مما يعطيه نوعاً من الاستقلالية في اتخاذ القرار ، وهذا الجانب غير متوفر في المنزل حيث يفرض الطعام على الطفل ويجب عليه أن يأكل ما تم إعداده لجميع أفراد العائلة . ومن هنا نلاحظ في مطاعم الوجبات السريعة أن كل فرد في الأسرة يتناول أطعمة قد تختلف عن الأفراد الآخرين .