علاقة التغذية بالشعور الإنساني.. 2

علاقة التغذية بالشعور الإنساني.. 2

علاقة التغذية بالشعور الإنساني، وهل هناك أنواع من الغذاء تثير الشعور بالسعادة، وأنواع أخرى تثير الشعور بالاكتئاب؟


من كتاب "300 سؤال في التغذية الشاملة"


للدكتورة/ شريفة أبو الفتوح

 

س: ما هو الفرق بين "البوليميا" والأنوراكسيا" وهل لهما علاقة بالشعور بالاكتئاب أو أية أمراض نفسية أخرى؟


ج: لابد أولًا أن نعرف كلا منهما:


أولًا البوليميا: وهي تعني مرض الشراهة العصبي ومن أنواعها: الشراهة في الطعام: أي هؤلاء الناس الذين يتناولون الطعام بشراهة شديدة فيحصلون على كمية كبيرة من السعرات الحرارية في وقت قياسي ثم يقومون بالتخلص من الطعام عن طريق الاسترجاع أو التقيوء. وأيضًا الشراهة في ممارسة الرياضة أو في التخسيس: حيث نجد المريض به يمكن أن يلجأ لكل الطرق لكي يخفض وزنه وعلى سبيل المثال: تناول الملينات وأدوية سد النفس... إلخ.
الأنوراكسيا: هو نظام عكس النظام الأول تمامًا ويمكن ملاحظته جيدًا في بعض الناس الذين يعانون من النحافة فهم تقريبًا لا يأكلون ولعل أبرز مثل على ذلك عارضات الأزياء اللاتي رغم نحافتهن الملحوظة للجميع يرين أنفسهن في المرآة يعانين من السمنة!
ويمكن التعرف على الناس "البوليميك" بسهولة فهم يتميزون بأوزان وأجسام رشيقة دون نحافة ولهم طريقة في السير والحركة تميزهن عن غيرهن.
وكل من النوعين يعدان من الأمراض النفسية التي تحتاج لعلاج؛ لأن المرضى بهما يعانون من الاكتئاب والتوتر.
وللأسف لقد لاحظت وجود نسبة كبيرة من المراهقين في مصر والدول العربية مريضة بـ"البوليميا" ودائمًا ننبه وننصح مثل هؤلاء بالاعتدال في تناول الطعام مع العلاج النفسي.

 

س: هل هناك علاقة بين شقاوة الأطفال وبين أنواع الأغذية التي يتناولونها؟


ج: نعم، توجد علاقة بين الطفل الشقي والذي نطلق عليه اسم "Hyperactive" أي زائد النشاط وبين نوعية الغذاء الذي يتناوله، ليس هذا فقط بل إن تأثير نوعية الغذاء قد يمتد ليصل ببعض الأطفال إلى قلة التركيز بسبب زيادة "النشاط" لديهم ولذلك فهذا موضوع مهم يجب الانتباه إليه والتعامل معه بجدية شديدة لأن الغذاء كما أنه مسئول فهو كذلك يساعد على حل هذه المشكلة، وعمومًا هناك أنواع من الأغذية والمشروبات يجب منعها تمامًا وهي:


- المواد السكرية، خصوصًا السكر المكرر فهو يجعل الأطفال "شديدي النشاط" والدليل على ذلك أننا نلاحظ أن العمال أصحاب الأعمال الشاقة يتناولونه بكثرة لإعطائهم طاقة، وبديلًا عنها ينصح بإعطاء الأطفال الأطعمة الخالية من "السكريات البسيطة" واستبدالها بـ "أطعمة البهجة" لإحساس الأطفال بالسعادة وهم يتناولونها مثل: الأرز باللبن، والبليلة، والخضروات، خاصة وأنها ذات قيمة غذائية عالية ومفيدة.
- المشروبات الغازية: كلها ممنوعة تمامًا على الأطفال حتى سن 12 سنة لأنها تتسبب لهم في أضرار كثيرة تؤثر على المخ؛ فالكافيين له أضراره الكبيرة خاصة في هذا العمر بالإضافة لأنها "empty nutrient" بمعنى أنها ليست لها أي فائدة ولذلك فالأطفال الذين يتناولونها بكثرة يصبحون "شديدي النشاط" لاحتوائها على الكافيين وتسبب هشاشة العظام.

دائمًا ارفع شعار "الاعتدال" وهذا عُرف عني تمامًا ولازلت أقول الاعتدال... وتناول كل شيء دون إسراف وعلى سبيل المثال:


- البقول: من الأغذية التي تحسن الشعور بالسعادة.. ولكن ليس معنى هذا أن أتناول كيلو "لب" أو كيلو "سوداني" فقط يكفي منه القليل؛ لأن زيادته فعلًا تسبب زيادة في الوزن.
- والفول والعدس والحمص: أيضًا من الأغذية الجالبة للسعادة لاحتوائهم على البروتين وبه "الحمض الأميني التربتوفان"، ولكن لا يجب تناولهم بكثرة أيضًا لأنه يتسبب في زيادة في الوزن والأفضل تناوله مع خبز به نخالة وهي مهمة جدًا كنشويات غير مكررة والتي تساعد في الشعور بالسعادة.
- الخضروات: وخصوصًا السلطة الخضراء فهي غنية بفيتامين "C"، والشيء الذي يثير الدهشة وربما الاستغراب أن حكمة الله سبحانه وتعالى تبدت في أن أنواع الغذاء الذي يثير السعادة والبهجة لا تتسبب في السمنة والعكس فالأغذية التي تثير الاكتئاب هي نفسها التي تتسبب في السمنة رغم أنها قد تبدو مغرية ولذيذة ولكن وقتيًا أو لحظيًا فقط مثل: الدهون، والسكر المكرر، والكحول.


ولا يسعني هنا سوى تكرار: أنه عليكم بالاعتدال.

التعليقات السابقة

لا تعليقات السابقة


أضف تعليقاً